إشارات مرور سياسية في رام الله
فلسطين اليوم- مرفت صادق - الجزيرة نت
على
جهات أربع في رام الله بالضفة الغربية، علقت إشارات مرور من نوع مختلف،
و"غير مرخصة" كما يصفها صاحبها، لأنها تحمل عبارات سياسية ذات اتجاهات
مختلفة ومتناقضة أحيانا.
كان
هذا معرض الشاب الفلسطيني رائد خطاب الذي لفت انتباه الكثيرين للرسائل
السياسية ذات الدلالات المحلية والعربية والموضوعية، وفي قالب لا يخلو من
الكوميديا الناقدة، التي عبر عنها بضحكات زواره التي ضجت بها قاعة مركز
بلدنا الثقافي في رام الله.
وتصدرت
المعرض قمصان سوداء رسمت عليها إشارات مرور معروفة المغزى مثل "ممنوع
التجاوز"، و"أمامك تقاطع طريق" أو "طريق مغلق" "طريق إلى الأمام".
لكن
هذه الإشارات اتخذت في معرض رائد خطاب عناوين مختلفة، حيث حملت أبرزها
تعليق "ممنوع تجاوز دماء الشهداء" و"ممنوع الالتفاف على الثورة" و"أوسلو،
خطر التزحلق" و"غزة، منطقة قصف".
سجن عوفر
وعلقت
في صدر المعرض صورة صاحب فكرته ومنفذه رائد خطاب الذي يعمل مرشدا
اجتماعيا، وقد اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يومين من بداية نشر
تصاميمه، وقامت بتوقيفه في سجن عوفر غرب رام الله.
ويحرص
أعداد كبيرة من الشبان الفلسطينيين في السنوات الأخيرة على إبراز شعارات
مؤيدة للقضية الفلسطينية ونضالهم المشروع ضد الاحتلال، من خلال لباسهم في
سفرهم وعبر نشاطهم على مواقع التواصل الاجتماعي والشبكات العالمية.
واستخدم
رائد إشارات من قبيل "الرادار" معلقا عليها بالقول "أنت مراقب"، وإشارة
السهم الذي يشير للعودة إلى مكان الانطلاق سماها "لك حق العودة"، كما عنون
إشارة "طريق مغلق" باسم "عقل حزبي مغلق من اتجاه واحد".
وحملت
إشارات رائد خطاب مدلولات ترفض الواقع السياسي الفلسطيني، خاصة تلك التي
حملتها إشارة المرور التي تدلل على الطريق المسدود التي كتب أسفلها
"المفاوضات، طريق مسدود" وأخرى "ممنوع اللف والدوران" و"احذر، جسر تطبيع"!
هاجس التناقضات
وقال
موسى خطاب شقيق الأسير رائد إنه عمل على معرضه لأيام طويلة، لأنه كان
مسكونا بهاجس التناقضات والتراجعات في القضية الفلسطينية والواقع العربي
عموما، رغم الأمل الكبير الذي حملته الثورات العربية مؤخرا.
وقال
موسى للجزيرة نت "هذه اللوحات حلم رائد، هي مجرد إشارات مرور نراها يوميا
واعتدناها، لكنه حملها إلينا بعناوين جديدة ندرك مغزاها ومن السهل فهمها،
ليوجه بها رسالة الفلسطينيين لقيادتهم وللعالم، نحن شعب نريد حرية
وديمقراطية".
وحسب
شقيقه، فإن رائد حاول توجيه نقد للواقع السياسي الفلسطيني، وكذلك الواقع
الاجتماعي والاقتصادي من قبيل لوحة "ممنوع تمسح جوخ"، ونقد آخر لمحاولات
الالتفاف على الثورات العربية من قبل الكثيرين.
وجاء
معرض "إشارات غير مرخصة" كتجربة أولى لرائد خطاب، حيث يعبر شقيقه عن أمله
في تمكن شقيقه من استكمال طريقه النقدي في قالب فني بعد الإفراج عنه من
سجون الاحتلال.
ويعيش
خطاب وعائلته في مدينة رام الله بالضفة الغربية، غير أنه يعود في الأصل
إلى قرية قالونيا شمال القدس المحتلة، والمهجرة عام 1948، لذا تصدر معرضه
شعار "لا بديل عن حق العودة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق