الإعلام
الحربي- غزة:
"سألت
الأم أين تذهب يا مرضي؟, ...أجاب: "إلى حيث أراد الله يا أمي".. قالت:
"الجو مليء بطائرات الاستطلاع"... قال: "السلامة على الله يا أمي"..
وأوصاها قبل أن يخرج بألا تبكي أو تدمع عينها.. وأن تزغرد له حين عرسه.. وطلب من
أمه وزوجته أن تحفظا الوصية بتسمية ابنه عبد الله الذي يبلغ من العمر شهرين في بطن
أمه.. وأن تربياه على طريق الجهاد والمقاومة",....
هذا ما دار
من حديث بين الشهيد مرضي حجاج وأمه قبل الرحيل إلى دار الخلد بدقائق.
الشهيد مرضي
حجاج البالغ من العمر 24 عاماً تزوج ابنة عمه في العشرينات من العمر قبل ثلاثة
أشهر وهي حامل منه في الشهر الثاني.. فعلى الرغم من عدم التعرف على ملامح المولود
إلا أن شهيدنا مرضي أوصى أمه وزوجته بأن تسمياه عبد الله, وأقسمت أمه بأنها ستسميه
عبد الله إذا رزق بولد, وتمنت من الله تعالي أن يأتي عبد الله وتعمل بالوصية.
عندما تتحدث
مع أم وهبت ابنها لله تعالى من الصعب أن تجد عيناها تدمع.. والدة الشهيد بقوتها
وصبرها وعزيمتها التي لا تلين تلقت خبر استشهاد ابنها بالزغاريد وصيحات التكبير
والحمد والثناء لله تعالى.. وبهذه العزيمة قالت :"كنت أتوقع استشهاد مرضي في
أي وقت وفي لحظة فهو من عشاق الشهادة عندما يتحدث معي دائماً لا يتحدث إلا عن نعيم
الآخرة وكرم الله تعالى".
وتوقفت
والدة الشهيد عن الحديث للحظة واسترجعت بابتسامة على وجهها قائلة :"كان
يدعوني لتنفيذ عملية استشهادية وارتداء الحزام الناسف وتفجير نفسي باليهود وتمنت
والدة الشهيد أن تفجر نفسها باليهود كما طلب ولدها..".
وعن صفات
شهدنا قالت :مرضي كان مرضي لأمه وأبيه وإخوته ولجميع من عرفه فهو لا ينام إلا
عندما يراني ولا يخرج من المنزل إلا عندما يخبرني وعندما يتحدث عبر الجوال واسأله
من ذلك يخبرني به.. وعندما يشتري البسكويت يقسمها بالنصف بينه وبين كل من يراه.. هو
مرضي لله تعالي لأنه من رواد المساجد يصلي كل صلاة ويدعوا دائماً لينال الشهادة.
وفيما نتحدث
مع والدة الشهيد مرضي حجاج تحت أشجار الزيتون حتى علت أصوات أناشيد سرايا القدس
الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في خيمة عرس الدم والشهادة ولتؤكد والدته
بعزيمة قوية أن طريق الكفاح وتحرير فلسطين يأتي من تضحيات نساء بأولادهن, داعية
أمهات فلسطين بالتضحية وتقديم أبنائهن قربانا لله تعالي لأن طريق التحرير طريق
طويل يحتاج للصبر والصمود والتضحية, مشددة ,على أنها ستربي ابن الشهيد على طريق
الجهاد والمقاومة.
وفي خارج
المنزل نصبت عائلة حجاج بالتعاون مع حركة الجهاد الإسلامي خيمة لاستقبال المواسين
لوالد الشهيد والذي استشهد ولده مرضي في غارة صهيونية استهدفته وأخيه في الجهاد
والمقاومة سهيل جندية من مجاهدي سرايا القدس قرب مجمع أنصار الحكومي غرب مدينة غزة.
الشهيد
مرضي برفقة الشهيدين معتز قريقع وسهيل جندية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق